كل ما تريد معرفته عن الزائدة الدودية

يعد التهاب الزائدة الدودية من اهم الأسباب الجراحية لألم البطن، وقد يكون هذا الالتهاب حاداً أو مزمناً، وتعد عملية استئصال الزائدة الدودية سواء كانت جراحياً أو باستخدام منظار البطن من أكثر العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في الطوارئ على مستوى العالم.

على الرغم من أن التهاب الزائدة الدودية يعد من الأمراض الشائعة والبسيطة إلا أن عدم معالجته بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى انفجار الزائدة الدودية وقد تصل إلى حد الوفاة.

نتعرف في هذه المقالة على مفهوم التهاب الزائدة الدودية وأعراضها وكيفية تشخيصها وطرق العلاج المختلفة.

ما هو التهاب الزائدة الدودية ؟

الزائدة الدودية عبارة عن امتداد زائد يشبه الإصبع الصغير يمتد من القولون الصاعد في الجهة اليمنى من أسفل البطن ويحدث التهاب الزائدة الدودية عند حدوث انسداد في تجويف الزائدة الدودية ببقايا الطعام وعندها تُصبح الزائدة ملتهبة ومحتقنة وممتلئة بالصديد.

وإذا تركت الزائدة ملتهبة دون علاج فقد تحدث مضاعفات تبدأ بحدوث انسداد وريدي و اضطراب في الدم الواصل للزائدة الدودية مما قد يؤدي إلى احتشاء Infarction و حدوث تنخر Necrosis في الزائدة الدودية، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث انفجار في تجويف الزائدة الدودية Rupture Appendix وهنا تصبح حالة المريض حرجة وذلك بسبب انتقال البكتيريا والصديد من تجويف الزائدة الدودية إلى تجويف البطن مما قد يؤدي إلى حدوث التهابات صديدية في تجويف البطن و تسمم بالدم ولا قدر الله قد تؤدي إلى الوفاة.

ما هي أسباب التهاب الزائدة الدودية ؟

لا يمكن تحديد سبب التهاب الزائدة الدودية في جميع الحالات، ولكن المتفق عليه أن انسداد تجويف الزائدة الدودية لأي سبب كان يؤدي إلى التهاب الزائدة الدودية، ومن هذه الأسباب: بقايا طعام في شكل براز صلب والذي يعد أهم الأسباب، ومن الأسباب الأخرى الديدان المعوية أو تضخم الحويصلات الليمفاوية المبطنة لجدار الزائدة الدودية، وفي كبار السن تؤدي بعض الأورام السرطانية في القولون في بعض الحالات إلى حدوث هذا الانسداد.

عند انسداد تجويف الزائدة الدودية يحدث تكاثر للبكتيريا الموجودة فيها والذي يؤدي إلى تجمع الصديد بداخلها ومن ثم تورمها وتضخمها، وهذا يؤدي إلى الألم المصاحب لالتهاب الزائدة الدودية، وإذا تركت الزائدة الدودية الملتهبة دون علاج قد يؤدي ذلك إلى انفجرها.

ما هي أعراض التهاب الزائدة الدودية ؟

إذا كنت تعاني من التهاب الزائدة الدودية فمن المتوقع أن تشعر ببعض هذه الأعراض: ألم البطن الذي يبدأ عادةً حول السرة ومن ثم ينتقل إلى الجانب الأيمن من أسفل البطن، و من العلامات الهامة لالتهاب الزائدة الدودية الغثيان والشعور بعدم القدرة على تناول الطعام وقد يصاحب هذا الغثيان قيء، وقد يشعر المريض كذلك ببعض الامساك أو الاسهال، وقد يصاحب التهاب الزائدة الدودية ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

يبدأ ألم الزائدة الدودية بمغص خفيف يزداد قوة واستمرارية مع الوقت، ويبدأ عادة حول السرة ولكنه سرعان ما ينتقل إلى الجانب الأيمن من أسفل البطن، وعلى الرغم من أن ألم أسفل البطن قد ينتج عن العديد من الأمراض المتعلقة بأجهزة الجسم المختلفة والتي أشهرها المسالك البولية وأمراض الجهاز التناسلي لدى السيدات، إلا أن الألم الذي يحدث مع التهابات الزائدة الدودية يمكن التعرف عليه عن طريق الفحص الإكلينكي.

إذا ظهرت أعراض التهاب الزائدة الدودية لا يجب تناول المسكنات لأنها قد تخفي بعض العلامات الخاصة بالفحص الإكلينيكي والذي يعتبر الخطوة الأهم في عملية تشخيص التهاب الزائدة الدودية، كما يمنع تناول الأدوية الملينة أو استخدام الحقن الشرجية إذا كان التهاب الزائدة الدودية مصحوباً بالامساك حيث تزيد هذه الأدوية فرصة انفجار الزائدة الدودية.

في حالة ظهور أعراض الزائدة الدودية يجب استشارة الطبيب على الفور.

ما هي مضاعفات التهاب الزائدة الدودية ؟

قد تتطور حالة التهاب الزائدة الدودية سريعاً إذا تركت دون علاج وتدخل جراحي، حيث يؤدي إهمالها إلى حدوث انفجار في تجويف الزائدة الدودية مما يؤدي إلى انتشار الصديد والبكتيريا في أرجاء البطن المحتلفة مما قد يسبب التهاب بريتوني وآلام شديدة بالبطن، وإذا تأخر علاج هذه الحالة فإن المريض قد يصاب بالتسمم في الدم والذي قد يؤدي إلى وفاة المريض لا قدر الله.

ما هي أعراض الزائدة الدودية في الأطفال ؟

تكمن المشكلة في الأطفال في عدم قدرتهم على الوصف بشكل دقيق للأعراض التي يشعرون بها، لذا يتم الاعتماد أكثر على العلامات التي يجدها الطبيب في الفحص الاكلينيكي، وعلى الرغم من ذلك يمكن ملاحظة بعض التصرفات التي قد ترفع نسبة الشك في أن الطفل يعاني من التهاب الزائدة الدودية كأن يعاني الطفل من الألم في الجهة اليمنى من أسفل البطن، ويسير بشكل بطيء مع الاتكاء ناحية اليمين وقد يظهر فخذه الأيمن منحنياً، ومع فحص البطن يكون الألم في بدايته حول السرة ومن ثم ينتقل إلى الجهة اليمنى من أسفل البطن وإذا ترك دون علاج قد يمتد هذا الألم لكل البطن، وقد يصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة مع نبض سريع وأعراض الجفاف.

كيف يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية ؟

يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية بشكل أساسي عن طريق الفحص الإكلينيكي، وتساعد الفحوصات والاشاعات في عملية التشخيص،
يقوم الطبيب عادة بأخذ نبذة عن التاريخ المرضي للمريض وإذا ما كان يعاني من أية أمراض مزمنة ثم يقوم بفحص العلامات الحيوية من نبض وحرارة ومن ثم يقوم بفحص البطن حيث يعاني المريض عادةً من ألم شديد في الجانب الأيمن من أسفل البطن.

ثم يقوم الطبيب بطلب عدد من الفحوصات والتي من أهمها صورة الدم الكاملة CBC والتي قد تظهر ارتفاعاً في كرات الدم البيضاء، والأشعة بالموجات فوق الصوتية Pelviabdominal Ultrasound، وتحليل البول Urine Analysis، والتي تساعد في عملية التشخيص ولكنها لا تعتبر أساسية.

ما هو علاج التهاب الزائدة الدودية ؟

إن العلاج الأساسي لالتهاب الزائدة الدويدة هو استئصال الزائدة الدودية سواء كانت جراحياً أو عن طريق المنظار، وتحتاج العملية إلى تخدير كلي أو نصفي.

في بعض الحالات التي يحدث فيها تجمع للصديد دون انفجاره قد يتم معالجة الصديد في بادئ الأمر وتأجيل العملية لمدة 3 شهور عند تحسن الحالة.

في عملية استئصال الزائدة الدودية يتم ربط الشرايين المغذية لزائدة الدودية ومن ثم يتم استئصالها، وإذا كانت الزائدة الدودية منفجرة فذلك يتطلب تنظيف تجويف البطن من التجمعات الصديدية التي انتشرت به، وقد يتطلب وضع ظرنقة بالبطن ترفع بعد يوم أو يومين من العملية.

نصائح وتعليمات ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

الألم بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

قد يشعر المريض بألم في منطقة الجرح أو منطقة الدرنقة خلال اليوم الأول بعد العملية، يكون هذا الألم مؤقت وسيزول خلال 24 ساعة بإذن الله.

مدة البقاء في المستشفى بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

تعتمد فترة النقاهة بعد عملية استئصال الزائدة الدودية على عدة عوامل منها صحة المريض قبل العملية وما إذا كانت هناك مضاعفات لالتهاب الزائدة الدودية قبل إجراء العملية وطريقة إجراء عملية الزائدة الدودية.

فإذا كان المريض لا يعاني من أية أمراض مزمنة قبل العملية ولا توجد أيه مضاعفات لالتهاب الزائدة الدودية وتم إجراء عملية الزائدة الدودية باستخدام المنظار، فمن المتوقع أن يخرج المريض بعد عدة ساعات من المستشفى أو على أقصى تقدير يوم واحد بعد إجراء العملية بإذن الله، أما إذا كانت العملية جراحية فمن المتوقع أن يمضي المريض وقتاً أطول في المستشفى.

العناية التمريضية بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

يحرص فريق التمريض على متابعة المريض من حيث العلامات الحيوية التي عادة ما تكون مؤشراً على الحالة الصحية للمريض، ويحرصون كذلك على مساعدة المريض على تنفيذ تعليمات الدكتور إيهاب فضل في أول ليلة بعد العملية، كإعطاء الأدوية والمحاليل حسب الجدول الزمني الذي يحدده الدكتور إيهاب فضل، ويعملون كذلك على مساعدة المريض على الحركة والتنقل.

الأكل والشرب بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

لا يسمح للمريض بالشرب أو الأكل إلا بعد السماح له من الدكتور إيهاب فضل أو من ينوب عنه، وتختلف من مريض لآخر، وعند السماح بتناول الأطعمة يبدأ المريض بالسوائل الشفافة غير الحمضية، ثم يتناول الأطعمة اللينة ثم المسلوق ثم الطعام الاعتيادي.

الأدوية بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

يحتاج المريض إلى بعض الأدوية بعد العملية كالمضادات الحيوية والمسكنات ومضادات التورم، يحرص الدكتور إيهاب فضل على شرح الغرض من هذه الأدوية ومقدار الحاجة إليها بعد العملية.

الحركة والنشاط – فترة النقاهة بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

بعد العودة إلى البيت يحتاج المريض لفترة نقاهة بين أسبوع وثلاثة أسابيع، يمارس فيها نشاطته اليومية الاعتيادية ولكن لا يسمح ببمارسة أي أنشطة عنيفة أو رياضات قوية أو حمل أية أوزان إلا بعد مرور 6 أشهر على العملية.

ممارسة الرياضة بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

يمكن للمريض أن يمارس الرياضات الخفيفة بعد التعافي تماماً من ألم العملية كالمشي لمسافات قصيرة، ولكن لا يسمح للمريض بممارسة الرياضات العنيفة أو حمل الأوزان الثقيلة كما في رياضة كمال الأجسام إلا بعد مرور 6 أشهر بعد العملية.

العناية بالجرح بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

يتم إغلاق موضع الجرح عادة بخياطة ظاهرة وتحتاج إلى رفع الغرز الجراحية بعد اسبوع لعشرة أيام، ويكون جرح العملية مغطى بشاش معقم ولاصقة طبية( بلاستر )، ويتم كشف الجرح بعد يوم واحد إلى 3 أيام حسب حالة الجرح وتعليمات الدكتور إيهاب فضل، وبعدها يتم الغيار اليومي على الجرح وذلك حتى 7-10 أيام بعد العملية، ويتم الغيار عليه باستخدام أدوات معقمة (جوانتيات) وشاش معقم وبيتادين أو صبغة جاوة، يتم مراجعة الدكتور إيهاب فضل للاطمئنان على الجرح ولرفع الدرنقة إن وجدت، قد تظهر ندبة مكان الجرح وتحتاج من عادة من ثلاثة إلى ستة أشهر للوصول إلى الشكل النهائي.

الاستحمام بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

يمكن الاستحمام بمنشفة مبللة على الجسم لا تشمل منطقة الجرح بعد العملية، ويمكن الاستحمام بعد 3 أيام من العملية ولكن يتم الابتعاد عن مكان العملية، ويتم الغيار على الجرح بعد الاستحمام. يسمح بالاستحمام بالماء والصابون بشكل عادي بعد اليوم 10-14 بعد العملية.

المتابعة بعد عملية استئصال الزائدة الدودية :

1- تكون المتابعة الأولى بعد 3 أيام من العملية وذلك للغيار على الجرح ومناقشة الدكتور إيهاب فضل في الأنشطة المتاحة بعد عملية استئصال الزائدة الدودية.
2- تكون المتابعة الثانية بعد 10-14 يوم من العملية.

محظورات بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:

• ممنوع قيادة السيارة في أول أسبوعين بعد عملية استئصال الزائدة الدودية.
• ممنوع الوقوف أمام مصدر حرارة عالي في أول أسبوعين.
• ممنوع التدخين أو التواجد بجانب شخص يدخن لمدة 6 أسابيع على الأقل.
• لا ترفع أوزان ثقيلة لمدة 6 أشهر على الأقل.

يجب التواصل مع الدكتور إيهاب فضل في حالة حدوث أحد الأعراض التالية:

• تورم واحمرار في الجرح.
• فتح الجرح.
• خروج إفرازات صفراء أو حمراء من الجرح.
• خروج كميات كبيرة في الدرنقة.
• ارتفاع درجة الحرارة 38 درجة أو أكثر.
• الشعور بألم شديد بالرغم من تناول المسكنات.

للمزيد من المعلومات عن التهاب الزائدة الدودية وعملية استئصال الزائدة الدودية بالمنظار

المقالات المتعلقة:

• هل تؤثر عملية استئصال الزائدة الدودية على نمو طفلك ؟

• هل تؤثر عملية استئصال الزائدة الدودية على الحمل ؟