جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات السمنة الفاشلة ) و عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة )

إن السمنة المفرطة من أخطر الأمراض التي أصابت نسبة كبيرة من الأشخاص حول العالم، وتكمن خطورة السمنة المفرطة في الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة كارتفاع السكر في الدم من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة الدهون في الدم والتي أدت إلى ارتفاع نسبة الوفيات في المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.

وعلى الرغم من أن عمليات السمنة تعتبر من أنجح الحلول التي ظهرت لعلاج السمنة المفرطة خصوصاً على المدى الطويل إلا أن بعض المرضى الذين أجريت لهم هذه العمليات قد فشلوا في الوصول للوزن المناسب أو زادوا في الوزن بعد نزوله إلى الوزن المثالي، مما أدى إلى ظهور عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ).

أسباب فشل جراحات السمنة ( عمليات السمنة الفاشلة )

تنتج جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات السمنة الفاشلة ) بسبب العديد من المشكلات أهمها على الإطلاق ما يلي:

1- الاختيار الخاطئ للعملية من البداية:

يعتبر الاختيار الخاطىء لعملية من البداية أحد الأخطاء الشائعة وذلك كإجراء عملية تكميم المعدة لمريض لا تناسبه هذه العملية مثل المريض الذي يحب تناول السكريات أو المشروبات الغازية، وللأسف فإن هذا الأمر قد انتشر في الأونة الأخيرة حيث يلجأ الجراحين إلى إجراء عملية تكميم المعدة لكل المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة دون النظر من مدى استفادت المريض منها وذلك نظراً لسهولة إجراء علمية تكميم المعدة مقارنة بإجراء العملية الأخرى والتي أهمها عملية تحويل مسار المعدة المصغر.

ومن هنا تكمن أهمية المقابلة الشخصية قبل العملية والتي يتم فيها اختيار العملية بناء على حاجة المريض ولذلك يحرص الدكتور/ إيهاب فضل على المقابلة الشخصية قبل العملية والتي تجرى لاختيار نوع العملية المثالي لكل مريض على حده (حجز موعد مع الدكتور إيهاب فضل).

2- عدم التزام المريض بالتعليمات بعد العملية:

ويعد عدم التزام المريض بالتعليمات بعد العملية وعدم الالتزام بالمتابعة الدورية من أهم أسباب فشل عمليات السمنة، حيث يقوم بعض المرضى بعد العملية بالإفراط في تناول الأطعمة حتى بعد الشبع مما يؤدي إلى تمدد المعدة وقد يحدث هذا التمدد في عمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة المصغر ولكن يكون أثره أكثر وضوحاً في عملية تكميم المعدة حيث تعتمد اعتماداً كلياً في فقدان وزن المريض على تصغير حجم المعدة، كذلك عدم الالتزام بتناول طعام متوازن بعد عملية تكميم المعدة قد يؤدي إلى الفشل في الوصول للوزن المثالي.

3- عدم اختيار الجراح الكفء للقيام بالعملية:

قد ينتج فشل عمليات السمنة كذلك من عدم اختيار الجراح الكفء للقيام بالعملية، ومن أشهر الأخطاء التقنية التي يقع فيها العديد من الجراحين للأسف ما يلي:

• عدم عزل قبة المعدة:

يعتبر عدم عزل قبة المعدة سواء في عملية تكميم المعدة أو في عملية تحويل مسار المعدة المصغر أحد الأخطاء التقنية الشائعة لدى العديد من الجراحين، حيث تحتوي على الكثير من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الهرمونات الخاصة بالجوع، وعدم إزالتها أو عزلها قد يؤدي إلى بقاء هرمون الجوع في المستوى الطبيعي بعد العملية.

• عدم عزل قدر كافي من الأمعاء:

من الاخطاء الشائعة كذلك هو عدم عزل قدر كافي من الأمعاء في عملية تحويل مسار المعدة المصغر والذي ينتج من عدم الحرص عد الأمعاء الدقيقة كلها وبالتالي الفشل في تقدير طول الأمعاء المناسب للعزل لكل مريض، والتي تسمى بعملية تحويل مسار المعدة المفصلة، والتي تحدد بناء على حالة كل مريض على حده.

4- العمليات القديمة:

كذلك توجد بعض العمليات التي انتشرت سابقاً لعلاج السمنة المفرطة ولكنها فشلت في تحقيق النتائج المرجوة منها كعملية تدبيس المعدة، وعملية طي المعدة وعملية حزام المعدة، وللأسف فإن هذه العمليات تؤدي إلى وجود إلتصاقات شديدة بالبطن وبالتالي فإن إجراء عمليات إصلاح بعد هذه العمليات بالمنظار الجراحي المتقدم، يعد أمراً صعباً يحتاج إلى جراح ذا خبرة في هذا المجال وأدوات أكثر تعقيداً وحداثة، كما تحمل عمليات تصحيح جراحات السمنة الفاشلة نسبة أكبر من حدوث المضاعفات كالتسريب والنزيف بعد العملية.

الهدف من عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة )

تهدف عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ) إلى الوصول بالمريض للنتائج المرجوة من حيث الوزن المثالي والحفاظ عليه، وتهدف كذلك للتخلص من الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة كارتفاع السكر من النوع الثاني في الدم، وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وارتفاع مستوى الدهون في الدم.

كما تعمل كذلك عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ) على إصلاح بعض المضاعفات التي قد تحدت للمريض بعد عمليات السمنة المفرطة مثل القيء المستمر والقرح والقصور الشديد في الامتصاص والذي يؤدي إلى فقدان الجسم للعناصر الغذائية التي يحتاجها.

كيف تتم عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة )

نعمل في معظم عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ) على تحويل هذه الجراحات إلى عملية تحويل مسار المعدة المصغر أوعملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي وذلك لفعاليتها في إنقاص وزن المريض والحفاظ عليه بعد العملية وهذا يتطلب فك الالتصاقات – التي نشأت بسبب العملية الأولى – بين المعدة والكبد، وبين الأمعاء وبعضها ولذ يتطلب خبرة واسعة في مجال عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ).

متى يلجأ المريض لعمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة )

يلجأ المريض لعمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ) عندما يمر الوقت الكافي على العملية الأولى والذي لا يقل عن سنتين ولا يصل المريض فيه إلى الوزن المثالي أو يصل المريض إلى الوزن المثالي خلال السنتين التاليين للعملية ولكنه يعود في وزنه بعدها.

وكذلك عندما لا يلتزم مريض عملية تكميم المعدة بالتعليمات الواضحة والصريحة بعد العملية بعدم الإكثار من الحلويات والسكريات والمشروبات الغازية والتي تؤدي للمريض إلى أن يكون من محبي الحلويات، فإذا أصبح مريض عملية تكميم المعدة من الحلويات فإن العودة في وزنه سيحدث بلا شك مع مرور الوقت فيضطر المريض إلى أن يلجأ إلى تحويل عملية تكميم المعدة إلى عملية تحويل مسار المعدة المصغر أو عملية الساسي.

كذلك يلجأ المريض إلى عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ) عند حدوث مضاعفات من العملية الأولى كالقيء المستمر أو القرح أو النقص الشديد في العناصر الغذائية بعد عمليتي تحويل مسار المعدة المصغر وتحويل مسار المعدة الكلاسيكي والذي ينتج بسبب عزل قدر أكبر من اللازم من الأمعاء للمريض ومن هنا تكمن أهمية عملية تحويل مسار المعدة المصغر المفصلة.

أمثلة على عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ):

1- عملية الإصلاح بعد عملية تدبيس المعدة القديمة:

• فكرة عملية تدبيس المعدة القديمة

كانت فكرة عملية تدبيس المعدة القديمة (وليست عملية تكميم المعدة ) تقوم على تقسيم المعدة إلى جزئين عن طريق الدبادبيس، وهذا التقسيم كان ينتج عنه جزء صغير يتسوعب الطعام وجزء كبير لا يصل إليه الطعام، ولا تقوم فكرتها على أكثر من هذا فلا تلعب دوراً في إنقاص هرمون الجوع ولا تفصل الجزء الذي لا يصل إليه الطعام، وعمل الكثير من الجراحيين على استخدام شبكة من مواد غير قابلة للامتصاص للحفاظ على الجزء الصغير من التمدد، ولكن لم تنجح هذه العملية فمع مرور الوقت تمدد الجزء الصغير وتفككت الدبابيس لترجع المعدة إلى حجمها الطبيعي كما أدت الشبكة الموجودة إلى ضيق في مجرى الأكل نتج عنه قيء مستمر.

• كيف تتم عملية الإصلاح بعد عملية تدبيس المعدة

الهدف من عملية إصلاح بعد عملية تدبيس المعدة هو فك الالتصاقات التي تنتج بسبب العملية الأولى والتي كانت تجرى جراحياً وبسبب وجود الشبكة الغير قابلة للامتصاص، ثم نقوم بعمل عملية تكميم المعدة أو عملية تحويل مسار المعدة المصغر، ويحتاج إجراء عملية إصلاح بعد عملية تدبيس المعدة خبرة كبيرة من الجراح كما تحتاج إلى أدوات خاصة تساعد في التغلب على الاتصاقات الشديدة

2- عملية الإصلاح بعد عملية طي المعدة:

• فكرة عملية طي المعدة

تقوم فكرة عملية طي المعدة على طي المعدة على نفسها عدة مرات حتى يصبح الجزء الباقي منها والذي يسمح بمرور الطعام صغير، وعملية طي المعدة هذه لا تلعب دوراً لإنقاص هرمون الجوع، ولا تحتاج عملية طي المعدة إلا لمرور وقت قصير بعد العملية لتبدأ في التفكك ويتوسع الجزء الذي يسمح بمرور الطعام.

• كيف تتم عملية الإصلاح بعد عملية طي المعدة

تبدأ عملية الإصلاح بعد عملية طي المعدة بفك طي المعدة تماماً حتى ترجع المعدة إلى وضعها الطبيعي، ثم نقوم بعملية تكميم المعدة ونقوم بعزل الجزء من المعدة الذي كان مطوياً على نفسه.

3- عملية الإصلاح بعد عملية حزام المعدة:

• فكرة عملية حزام المعدة

تقوم فكرة عملية حزام المعدة على استخدام حزام حول الجزء العلوي من المعدة ليضمن دخول كميات صغير فقط من الطعام وهذا الجزء موصول بجزء تحت جدار البطن لتوسعة وتضييق حزام المعدة فيسمح بمرور المزيد من الطعام عند توسعته، ولذا فإن عملية حزام المعدة لم تثبت أي فائدة حقيقية لإنقاص الوزن خصوصا على المدى البعيد، بل ولعبت دوراً في عدد من المضاعفات التي تظهر بعد تركيب حزام المعدة كتوسع المعدة فوق حزام المعدة او القرح المعدي التي يتسبب حزام المعدة فيها.

• كيف تتم عملية الإصلاح بعد عملية حزام المعدة

تبدأ عملية الإصلاح بعد عملية حزام المعدة بإزالة حزام المعدة وفصله من المعدة، وتحتاج بعض الحالات إلى فك الالتصاقات بين حزام المعدة والمعدة ثم نقوم بإجراء عملية تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة المصغر.

4- عملية الإصلاح بعد عملية تكميم المعدة:

• فكرة عملية تكميم المعدة

تقوم فكرة عملية تكميم المعدة على استئصال جزء يتراوح ما بين 65% إلى 85% من حجم المعدة، والذي يعمل على تقليل القدرة الاستعيابية للمعدة كما يؤدي استئصال قبة المعدة إلى فقدان الشهية نظراً إلى خفض مستوى هرمون الجوع في الدم.

• ما هي أسباب فشل عملية تكميم المعدة

تعتبر عملية تكميم المعدة من أكثر جراحات السمنة انتشاراً ليس فقط على مستوى مصر وإنما على مستوى العالم، وذلك بسبب سهولة إجرائها نسبياً وفعاليتها على المدى القصير في معظم المرضى، ولكن تكمن المشكلة الحقيقية في عملية تكميم المعدة أنها تفشل وقد يكتسب المريض الوزن مرة أخرى بعد فقده أو قد تفشل بالأساس في إنقاص الوزن والوصول إلى الى الوزن المثالي، ومن اهم أسباب فشل عملية تكميم المعدة:

• عدم عزل قبة المعدة

• عدم استئصال غار المعدة Gastric Antrum بشكل كافي

• عدم التزام المريض بالابتعاد عن الحلويات والسكريات

• عدم التزام المريض بتعليمات النظام الغذائي

المزيد من المعلومات عن عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ):

[ بحث يستعرض أسباب جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات السمنة الفاشلة ) و أهمية عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة ( عمليات الإعادة ) ]

المقالات المتعلقة:

• النظام الغذائي بعد عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة

• كل ما تريد معرفته عن عملية تكميم المعدة

• كل ما يهمك عن عملية تحويل مسار المعدة المصغر

• ما تريد معرفته عن عملية الساسي ( ثنائي التقسيم )

• ما هي مضاعفات السمنة وخطورتها ؟

• كيف تختار عملية السمنة المناسبة لك ؟