إعادة ( إلغاء ) عملية تحويل مسار المعدة المصغر …. متى تحتاج إليها ؟

تعتبر عملية إعادة ( إلغاء ) عملية تحويل مسار المعدة المصغر آخر الحلول المتاحة للتلغب على بعض المضاعفات والآثار الجانبية النادرة لعملية تحويل مسار المعدة المصغر والتي تعتبر من أكثر عمليات السمنة فعاليةً في إنقاص الوزن والتخلص من الأمراض المصاحبة للسمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم وغيرها من الأمراض المصاحبة للسمنة. وتختلف عملية تحويل المسار المصغر عن عملية تكميم المعدة في كون عملية تحويل مسار المعدة المصغر قابلة للإرجاع بشكل كامل حيث لا يتم استئصال أي جزء من المعدة أو الأمعاء.

ما هي فكرة عملية تحويل مسار المعدة المصغر ؟

وتعتمد فكرة تحويل مسار المعدة المصغر على عزل الجزء الأكبر من المعدة عن طريق تدبيس الجزء العلوي من المعدة لتشكل أنبوب رفيع حجمه يتراوح بين 30 مل إلى 50 مل. يصبح هذا الأنبوب الرفيع هو المعدة الجديدة الأصغر بعد عزل ما يقرب من 75% إلى 80% من حجم المعدة الأساسي. ثم يتم توصيل الأمعاء بهذا الأنبوب الرفيع بعد عزل جزء كبير من الأمعاء، يشمل هذا الجزء المعزول من الأمعاء الاثني عشر وحوالي 30% إلى 40% من طول الأمعاء. ويبقى الجزء المعزول من المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة في الجسم دون التأثير على الشرايين المغذية لها ولكن دون أن تستخدم لمرور الطعام أو هضمه.

يحصر الدكتور إيهاب فضل على تفصيل عملية تحويل مسار المعدة المصغر لكل مريض على ولذا تختلف نسبة العزل من المعدة أو الأمعاء باختلاف المريض واحتياجه ومن هنا ظهر مفهوم عملية تحويل مسار المعدة المفصلة.

متى يتم إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر ؟

يتم إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر إنقاص الوزن والتخلص من السمنة المفرطة وكذلك الأمراض المصاحبة لها، وكذلك يمكن إجراؤها للمرضى الذين خضعوا لجراحة تكميم المعدة أو حزام المعدة أو تدبيس المعدة ولكنهم لم ينجحوا في فقدان الوزن أو فقدوا الوزن ثم فشلوا في الحفاظ عليه واكتسبوا المزيد من الوزن، وذلك لأن عملية تحويل مسار المعدة المصغر لها قدرة أكبر في فقدان المريض للوزن والحفاظ عليه دون زيادة لفترة زمنية طويلة بإذن الله.

كيف تساعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر في فقدان الوزن ؟

تعمل عملية تحويل مسار المعدة المصغر على فقدان الوزن عن طريق عدة طرق، من أهمها:

• عن طريق الحد من الشعور بالجوع من خلال عزل قبة المعدة والتأثير بشكل سلبي على هرمون الجوع.
• الشعور بالشبع والامتلاء بعد تناول مقدار صغير من الطعام بسبب صغر حجم المعدة.
• تقليل كمية السعرات الحرارية التي يتم امتصاصها من الطعام نتيجة عزل ما يقرب من 30% إلى 40% من طول الأمعاء الدقيقة، والجزء المعزول يكون مسؤولاً عن امتصاص السكريات.
• ينتج عن تغيير تحويل مسار مجرى الطعام، تغيرات في هرمونات الأمعاء التي تعكس إحدى أهم آليات حدوث السكر من النوع الثاني في مرضى السمنة المفرطة وبالتالي تعمل العملية على تخلص المرضى من هذا المرض.

ما هي التأثيرات طويلة المدى لعملية تحويل مسار المعدة المصغر ؟

تم إجراء ونشر العديد من الدراسات حول التأثيرات طويلة المدى (أكثر من 5 سنوات) لعملية تحويل مسار المعدة المصغر، وتعتبر من أكثر العمليات التي تحافظ على نزول الوزن حتى بعد أكثر من 5 سنوات من العملية وبنسب تترواح بين 75-85٪ من وزن الجسم الزائد بعد عامين وبين 70-75٪ من وزن الجسم الزائد بعد خمس سنوات من إجراء العملية.

كما تساعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر على التخلص من العديد من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم  وزيادة نسبة الدهون في الدم، وكذلك تعتبر الحل الأمثل للتخلص من متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم في مرضى السمنة المفرطة، وكذلك في التخلص من أمراض المفاصل في مرضى السمنة، أو متلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome) والتي تختفي أو على أقل تقدير تتحسن نتيجة إحراء عملية تحويل المسار المصغر.

تعتمد الآثار طويلة المدى لعملية تحويل مسار المعدة المصغر خصوصاً الآثار المتعلقة بفقدان الوزن والمحافظة عليه لمدة زمنية طويلة على قيام المريض بإجراء التغييرات اللازمة في نمط حياته مع المحافظة على نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري.

ما هي المضاعفات المحتملة بعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر ؟

تعتبر عملية تجويل مسار المعدة إجراء جراحي باستخدام المنظار الجراحي المتقدم وكما هو الحال مع أي إجراء جراحي فإن هناك احتمالية حدوث آثار جانبية أو مضاعفات بعد العملية سواء كان على المستوى المبكر أو بعيد المدى، وتعتبر معظم هذه المضاعفات نادرة الحدوث ولا يعاني أغلب المرضى منها أو من أي مشاكل أخرى.

هذه القائمة الشاملة لكل الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة والتي تم الإبلاغ عنها على مستوى العالم وتم ذكرها في الأبحاث الخاصة بعملية تحويل مسار المعدة المصغر، ولا يقصد بذكرها إثارة الرعب أو القلق لدى المريض حيث أن معظم هذه الآثار نادرة الحدوث بإذن الله.

• المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة المبكرة:

تعرف المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة المبكرة بأنها تلك المضاعفات والآثار الجانبية التي تحدث في مدة بقاء المريض في المستشفى أو بعد أيام قليلة من خروجه من المستشفى، وقد تتطلب علاج تحفظي أو في بعض الأحيان تدخلاً إجراحياً.

أكثر المضاعفات المبكرة احتمالاً هي نزيف ما بعد العملية وتكون في أقل من 1% من المرضى بإذن الله ، عادةً ما يتوقف النزيف من تلقاء نفسه ولا يكون كبيراً لدرجة الحاجة إلى نقل الدم أو أحد مكوناته.

ومن المضاعفات المبكرة أيضاً والتي تترواح نسبتها من 0.5% إلى 1% فقط بإذن الله: حدوث التسريب ومن ثم الالتهاب البريتوني، تخثر الدم في أوردة الجهاز الهضمي أو الساقين أو الرئة.

يحرص الدكتور إيهاب فضل على عمل الفحوصات الطبية اللازمة قبل العملية، واستخدام أحدث الأدوات الأمريكية الأصلية، وعمل اختبار التسريب تحت الضغط العالي والزام المرضى بالأدوية الخاصة بعد العملية، وذلك حرصاً منه على تجنب هذه المضاعفات والآثار الجانبية بإذن الله.

• المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة المتأخرة:

قد تحدث بعض المضاعفات والآثار الجانبية بعد فترة زمنية طويلة من إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر ، والتي يختلف تأثيرها على المريض بسبب اختلاف الأعمار والأمراض الصحية المزمنة المصاحبة لكل مريض وذكلك الحالة الصحية لكل مريض، ومن هذه المضاعفات والآثار الجانبية ما يلي:

• الارتجاع المعدي المريئي:

يعتبر الارتجاع المعدي المريئي من المشاكل التي يعاني منها بعض المرضى ، وإذا حدث ذلك بعد العملية فقد يحتاج المريض إلى تناول بعد الأدوية التي تعمل على تثبيط الحموضة.

• الارتجاع المعوي المريئي:

  

يعاني عدد لا بأس به من المرضى بعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر من الارتجاع المعوي المريئي والذي يحدث بسبب انتقال عصارة الأمعاء إلى المريء بعد مرورها بالمعدة ، قد يحتاج المرضى إلى أدوية لمعالجة هذا الأمر وللأسف قد يضطروا إلى استخدامه لفترات زمنية طويلة ، يحرص الدكتور إيهاب فضل على عمل الوصلة بين المعدة والأمعاء بطريقة مضادة لارتجاع عصارة الأمعاء إلى المعدة وذلك لتجنب حدوث هذه المشكلة بشكل جذري.

• الفتق الداخلي:

يكون خطر الإصابة بالفتق الداخلي أقل بشكل كبير بعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر من عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي، فنسبة حدوث الفتق الداخلي بعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر حوالي 0.2% بينما تصل نسبة حدوث الفتق الداخلي بعد عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي إلى 2% ، أي أن النسبة في تحويل المسار الكلاسيكي تزيد بعشر أضعاف عنها في تحويل مسار المعدة المصغر ، ويحدث الفتق الداخلي عند حدوث تشابك بين الأمعاء، وقد يتطلب الفتق الداخلي التدخل الجراحي افوري خصوصاُ عند حدوث مضاعفات منه.

• سوء امتصاص الفيتامينات والمعادن :

يمكن أن يؤدي عزل جزء كبير من الأمعاء الدقيقة إلى حدوث انخفاض في مستوى امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن الهامة للجسم والتي قد تؤدي إلى مجموعة من الأعراض المختلفة، ومن هذه الفيتامينات والمعادن: الحديد وفيتامين B12 والكالسيوم وفيتامين د وغيرها، ولذا ينصح الدكتور إيهاب فضل بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بعد العملية، ويحرص كذلك على متابعة عمل الفحوصات الطبية اللازمة لمتابعة أي نقص في المعادن أو الفيتامينات لدى المرضى.

• متلازمة الإغراق Dumping Syndrome:

متلازمة الإغراق هي مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تحدث للمريض بعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر بسبب تناول الأطعمة الغنية بالسكر بشكل كبير أو بشكل سريع و ذلك يؤدي إلى امتصاص هذه السكريات بشكل سريع في الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى لإنسولين في الدم. يمكن أن تشمل الأعراض المغص والغثيان والدوخة والضعف والتعب العام في الجسم، يجب أن يتم تقييم العادات الغذائية للمريض لتجنب حدوث متلازمة الإغراق.

• خطر الإصابة بسوء التغذية ونقص الوزن الشديد:

يحدث هذا عندما يتم عزل قدر أكبر من حاجة المريض من الأمعاء، والذي قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الأطعمة التي يتم امتصاصها بشكل كبير ويؤدي هذا بعد فترة زمنية إلى حدوث سوء تغذية ونقص شديد في الوزن مصحوباً بآثار جانبية مثل التعب والإرهاق المزمن وعدم القدرة على التركيز أو ممارسة الأنشطة المختلفة، ويحرص الدكتور إيهاب فضل على عمل عملية تحويل مسار المعدة المصغر المفصلة والتي يحرص فيها على تفصيل العملية لكل مريض على حده، ويحرص فيها على عد الأمعاء كاملة لتجنب حدوث سوء التغذية وانخفاض الوزن بشكل كبير.

• الالتصاقات:

أي عملية في البطن قد تسبب حدوث التاقات بين مختلف أجزاء البطن مثل التاصاقات بين المعدة والكبد ومنديل البطن والأمعاء وجدار البطن ، وعلى الرغم من أن حدوث هذه الالتصاقات يكون بشكل أكبر بكثير في حالة كون العملية عن طريق الفتح الجراحي إلا أنها قد تحدث ( ولكن بنسبة أقل بكثير ) عند استخدام المنظار الجراحي المتقدم . يمكن أن تحدث هذه الالتصاقات في أي وقت بعد العملية ويمكن أن تتسبب في بعض الأحيان في حدوث مشاكل في الأمعاء أو التواء. وفي بعض الأحيان قد تتطلب هذه الالتصاقات تدخلاً جراحياً.

متى نلجأ إلى إعادة ( إلغاء ) عملية تحويل مسار المعدة والعودة إلى الشكل الطبيعي للجهاز الهضمي ؟

يعاني بعض المرضى من بعض الآثار والمضاعفات بعيدة المدى بشكل مزمن وقد تؤثر هذه المضاعفات والآثارعلى حياتهم بشكل كبير، وفي بعض الأحيان لا يستجيب هؤلاء المرضى للعلاج التحفظي لهذه المضاعفات والآثار الجانبية خصوصاُ سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن مع آثار قد تكون ضارة جداً على صحتهم.

تعد متلازمة سوء التغذية الحاد    Sever and refractory malnutrition syndrome (SRMS) أحد أسوء صور نقص التغذية والتي عادةً لا تستجيب للعلاج التحفظي ، العلاج التحفظي في هذه الحالات يشمل نظاماً غذائياً خاصاً بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن أو تغذية وريدية كاملة ، وفي مثل هذه الحالات نلجأ إلى إلغاء عملية تحويل مسار المعدة المصغر أو على أقل تقدير عمل تعديل لها يضمن تحسن الحالة الصحية للمرضى.

كما توجد بعض الآثار الجانبية لعملية تحويل مسار المعدة المصغر والتي قد تؤدي إلى بعض المشكلات الاجتماعية والتي يرغب بسببها المريض إلى إلغاء العملية والعودة إلى الشكل الطبيعي للجهاز الهضمي.

و يجب أن يعي المريض أن إلعادة ( إلغاء ) العملية والعودة إلى المسار الطبيعي إلى الطعام يعتبر الخطوة الأخيرة بعد تجربة جميع الخيارات لمعالجة المشاكل وتغيير نمط الحياة مع النظام الغذائي المناسب للمريض ، لذا لا يتم إلغاء هذه العملية إلا في ظروف خاصة وبشكل محدود.

بحث يناقش متى نلجأ إلى عملية إعادة ( إلغاء ) عملية تحويل مسار المعدة المصغر

كيف يتم إعادة ( إلغاء ) عملية تحويل مسار المعدة المصغر والعودة إلى الشكل الطبيعي للجهاز الهضمي ؟

تعتبر عملية تحويل مسار المعدة من العمليات القابلة للإلغاء بشكل كامل بعكس عملية تكميم المعدة ، حيث لا يتم فيها استئصال أي جزء من المعدة أو الأمعاء وما يتم فيها هو عزل جزء من المعدة و عزل جزء من الأمعاء مع الحفاظ عليهم داخل الجسم دون مرور الطعام عليهم.

وعند إلغاء عملية تحويل مسار المعدة المصغر فإننا نقوم بفصل المعدة الجديدة عن الأمعاء الدقيقة ، وبذلك يتم فصل مسار الطعام المحول عن مساره الطبيعي .

ثم نعيد توصيل المعدة الجديدة بالمعدة المعزول ، لتصبح المعدة كاملة وطبيعية ، ويعمل على إعادة مسار الطعام الطبيعي في المعدة المعزولة .

أما بالنسبة للأمعاء فنقوم بعمل وصلة بين الأمعاء والأمعاء ليعود مسار الأمعاء كاملاً و بشكل طبيعي .

المقالات المتعلقة:

• كل ما يهمك عن عملية تحويل مسار المعدة المصغر

• النظام الغذائي بعد عملية تحويل مسار المعدة

• كل ما تريد معرفته عن عملية تكميم المعدة

• ما يهمك عن عملية الساسي ( ثنائي التقسيم )

• ما هي مضاعفات السمنة وخطورتها ؟

• كيف تختار عملية السمنة المناسبة لك ؟